دراسة تحليلية تسلط الضوء على مأساة مرضى السرطان في مخيمي سري كانييه وواشوكاني
تقارير وبيانات
10/15/2024


خبر صحفي
أصدرت رابطة دار لضحايا التهجير القسري دراسة تحليلية تحمل عنوان "أصوات مختنقة على شفا الحياة: مأساة مرضى السرطان في مخيمي سري كانييه وواشوكاني" تسلط الدراسة الضوء على الظروف الصحية الصعبة التي يعاني منها النازحون قسراً في المخيمين، وخاصة المصابين بأمراض مزمنة مثل السرطان، في ظل غياب الرعاية الصحية الأساسية.
التقرير يوثق 54 حالة مؤكدة من مرضى السرطان
وفقاً للتقرير، تم توثيق 54 حالة مؤكدة من مرضى السرطان في مخيمي سري كانييه وواشوكاني، وهي حالات تمثل جزءاً من مئات المرضى المنتشرين في المخيمات، الذين يواجهون ظروفاً معيشية صعبة في ظل انعدام الخدمات الصحية والطبية الأساسية. يعاني هؤلاء المرضى من نقص حاد في الأدوية والعلاجات الضرورية، خاصة بعد انسحاب المنظمات الإنسانية، بما في ذلك منظمة الصحة العالمية، من تقديم الدعم في المخيمات منذ أبريل 2023.
معاناة المرضى تتفاقم مع نقص الرعاية الصحية
تتحدث الدراسة عن معاناة مستمرة لمرضى السرطان في الحصول على العلاجات اللازمة. على سبيل المثال، تروي زهرة عباس، إحدى المصابات بسرطان الثدي في مخيم سري كانييه، كيف تعتمد بشكل كامل على مساعدة أقاربها لتغطية تكاليف العلاج في دمشق، في ظل عدم توفر الأدوية والعلاجات داخل المخيم. تقول زهرة: "الأدوية باهظة الثمن، ولا أستطيع التوقف عن العلاج. خرجت من منزلي بسبب الحرب، وأتمنى أن أعود وأموت في منزلي."
كما يتحدث التقرير عن التحديات التي تواجه محمد علي عبدالله، رب أسرة في المخيم، والذي يعاني أطفاله المعاقون من نقص في الأدوية اللازمة لعلاجهم. يقول محمد: "الوضع هنا مرهق للغاية. لا أستطيع توفير الأدوية أو حتى الحفاضات لأطفالي المعاقين."
تدهور الصحة بعد انسحاب المنظمات الإنسانية
الدراسة تشير إلى أن الوضع الصحي في المخيمات شهد تدهوراً ملحوظاً بعد انسحاب منظمة الصحة العالمية وغيرها من المنظمات الإنسانية. يتحدث دلاور محمد علي، أحد العاملين في القطاع الصحي بالمخيم، عن هذه الأزمة قائلاً: "لدينا 27 حالة سرطان تكافح للوصول إلى العلاج، ويتم علاجها على نفقتها الخاصة. الأوضاع الصحية في المخيمات صعبة للغاية، والتكاليف مرتفعة جداً."
رغم المحاولات المحدودة التي تبذلها بعض المنظمات الإنسانية مثل الهلال الأحمر الكردي، إلا أن الجهود المبذولة لا تزال غير كافية لتلبية الاحتياجات المتزايدة للمرضى، الذين يحتاجون إلى علاج مستمر ودعم طبي مكثف.
التلوث البيئي أحد العوامل المساهمة في تفاقم الوضع الصحي
تربط الدراسة بين تزايد حالات الإصابة بالسرطان وبين التدهور البيئي المحيط بالمخيمات، حيث أدى التلوث الناتج عن العمليات العسكرية والظروف المعيشية السيئة إلى انتشار الأمراض المزمنة مثل السرطان. بحسب التقرير، ساهمت الظروف البيئية المحيطة، بما في ذلك التلوث الناتج عن استخدام الأسلحة المحرمة دولياً، في زيادة معدلات الإصابة بالسرطان بين النازحين.
قصص مأساوية من داخل المخيمات
يوثق التقرير شهادات مأساوية من مرضى السرطان وأسرهم داخل المخيمات. يروي إبراهيم بدران، أحد المهجرين من رأس العين، كيف أصيبت طفلته البالغة من العمر سنة ونصف بالسرطان وتلقت علاجها في دمشق وسط ظروف مادية صعبة. يقول إبراهيم: "تكاليف العلاج مرتفعة للغاية، ولا أحد يقدم لنا أي مساعدة. زوجتي ترافق ابنتنا في دمشق وتنام في الشوارع لعدم توفر مكان للإقامة."
أما عيشة الخطيب، والدة بريفان التي فارقت الحياة بعد معاناة طويلة مع سرطان عنق الرحم، فتقول: "ابنتي كانت بحاجة إلى العناية المستمرة، لكن الدعم كان معدوماً."
الانتهاكات الحقوقية والتوصيات
يشير التقرير إلى أن مرضى السرطان في المخيمات يتعرضون لانتهاكات واضحة لحقوق الإنسان، حيث يحرمون من الوصول إلى الرعاية الصحية المناسبة. ويدعو التقرير السلطات المحلية والمنظمات الدولية إلى تحمل مسؤولياتها الإنسانية، وتحسين الأوضاع الصحية في المخيمات من خلال إنشاء مراكز طبية متخصصة وتوفير الأدوية والعلاجات اللازمة بشكل مجاني.
كما توصي رابطة دار لضحايا التهجير القسري بتعزيز الدعم النفسي والاجتماعي للمرضى وأسرهم، إلى جانب تحسين الظروف المعيشية في المخيمات عبر توفير مياه نظيفة وخدمات صرف صحي مناسبة.
ضرورة التدخل العاجل
تأتي هذه الدراسة كنداء عاجل للمجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية للتدخل الفوري لتحسين أوضاع مرضى السرطان في مخيمي سري كانييه وواشوكاني، وتوفير الرعاية الصحية اللازمة لهم في ظل التحديات الكبيرة التي يواجهونها. ومع استمرار تفاقم الأزمة، يبقى الأمل معقوداً على استجابة سريعة من الجهات المعنية لتخفيف معاناة هؤلاء المرضى وإنقاذ حياتهم.
لقراءة الدراسة كاملة يرجى فتح الرابط التالي: