تصاعد العنف وحملات الترحيل ضد السوريين في ولايتي قيصري وعينتاب
تقارير وبيانات
7/1/2024


تشهد ولايتي قيصري وعينتاب في تركيا تصاعداً ملحوظاً في أعمال العنف وحملات الترحيل ضد اللاجئين السوريين، مما يزيد من التوتر والاضطراب في المنطقة. تتعرض هذه الفئة للتمييز والعنف، فيما تنفذ السلطات المحلية إجراءات تعسفية تسفر عن ترحيل العديد منهم إلى مناطق غير مؤهلة لاستقبالهم في شمال سوريا.
أحداث ولاية قيصري:
في 30 حزيران 2024، أصدرت ولاية قيصري بياناً أعلنت فيه عن اعتقال شخص سوري بتهمة التحرش بطفلة سورية صغيرة في منطقة دانشمنت غازي، ووضع الطفلة تحت الحماية من قبل الجهات المختصة. على خلفية هذه الحادثة، شهدت المدينة سلسلة اعتداءات وصفت بأنها الأكبر ضد اللاجئين السوريين وممتلكاتهم. بدأت القصة عندما انتشر مقطع مصور لشاب سوري يُتهم بالتحرش بطفلة تركية، مما أثار غضب الأهالي.
بدأت التوترات في حارة دانشمنت غازي عند بازار السبت، ثم امتدت إلى حارات السوريين مثل عثمانلي. تركزت أعمال العنف في مناطق مثل حي سلجوقلو ماهاليسي، حيث تم تكسير السيارات وقلبها على جانبيها
تابعت رابطة دار لضحايا التهجير القسري الأحداث عن كثب والتقت اللاجئ (ص ح) أحد الناجين من احداث العنف في ولاية قيصري، تحدث عن رؤيته للتجمعات وأعمال التخريب، مما اضطره إلى إخفاء سيارته في كراج مستشفى الدولة بحثاً عن مكان آمن. في طريق عودته، تلقى اتصالاً من صاحب البيت يحذره من دخول حشود الغاضبين إلى البيوت بيتاً بيتاً بحثاً عن سوريين، مما اضطره إلى طلب تاكسي والهروب مع عائلته
حملات الترحيل في ولاية عنتاب:
على خلفية اصدار 40 منظمة وأحزاب ومؤسسة بياناً أعلنت فيه رفضها لوجود السوريين في ولاية عينتاب. استجابت السلطات المحلية بإجراءات تعسفية شملت استدعاء الشرطة وإقامة حواجز واقتحام المحال التجارية والمصانع، وترحيل العديد من اللاجئين إلى سوريا، بما في ذلك النساء والأطفال.
إجراءات الشرطة والحواجز
تضمنت الإجراءات استدعاء الشرطة وإقامة حواجز في مناطق متفرقة من الولاية. تم اقتحام المحلات والمصانع التي يملكها أو يعمل فيها السوريون، مما أدى إلى ترحيل العديد منهم إلى سوريا. تم ترحيل المخالفين من السجل المدني إلى مدينة اعزاز السورية، بمن فيهم النساء والأطفال كما تروي الصحفية السورية المقيمة في عينتاب (أ م) لرابطة دار لضحايا التهجير القسري.
إيقاف البطاقات المؤقتة والترحيل التعسفي:
توقفت السلطات عن إصدار وتجديد البطاقات المؤقتة للسوريين، مما جعل من مراجعة الدوائر الحكومية خطراً كبيراً على اللاجئين. أي شخص يتم توقيفه خلال هذه الفترة يواجه الترحيل الفوري، وهو إجراء تم اتخاذه لإرضاء المنظمات المعترضة على وجود السوريين في عينتاب.
حالات الترحيل:
ترحيل مسن بسبب مخالفة قديمة –
رجل يبلغ من العمر 81 سنة تم ترحيله بسبب مخالفة إدارية قديمة وغرامة 80 ليرة تركية. احتجز لمدة عشرين يوماً قبل إرساله قسراً إلى الشمال السوري.
ترحيل فتاة صغيرة –
فتاة بعمر 17 عاماً، تم القبض عليها أثناء تسوقها مع زوجها ووضعها في عربة الترحيل لعدم وجود بصمة لها. اتصلت بزوجها بعد عدة ساعات من مدينة اعزاز السورية.
ترحيل شاب بسبب الهروب من الشرطة –
شاب صغير ارتجف وهرب عندما رأى عربات الهجرة وعناصر البوليس، مما أدى إلى ملاحقته وترحيله رغم قانونية أوراقه. عناصر الهجرة صرحوا لأصدقائه أنه سيتم ترحيله لأنه هرب منهم.
ترحيل صلاح الدين الدباغ –
تم ترحيل الشاب السوري صلاح الدين الدباغ إلى سوريا بعد أن سلم نفسه لدائرة الهجرة بسبب اتهامه بكتابة منشورات ”تهين الدوائر الرسمية التركية”. تزامن ترحيله مع إطلاق سراح والدته، الدكتورة غادة حمدون، بعد احتجازها لمدة يومين في مركز ترحيل اللاجئين في أوزلي، على خلفية عدم العثور على ابنها في المنزل.
حالة الرعب والخوف بين اللاجئين:
تروي إحدى المقيمات في عينتاب، وهي أم لطفلة رضيعة، تجربتها المرعبة حينما تم توقيفها دون السماح لها بإحضار طفلتها معها. تعبر الصحفية السورية (أ م) عن مخاوفها على الرغم من حصولها على الجنسية التركية عن مخاوفها : ”نحن نخشى من الخطاب العنصري وأعمال العنف المتزايدة على الرغم من حصولنا على الجنسية التركية”
الأوضاع في مدينة اعزاز:
كما اطلعت الصحفية السورية (أ م) منظمة دار على أن حملات الترحيل تهجر قسرا اللاجئين إلى مدينة اعزاز السورية، التي تفتقر إلى البنية التحتية اللازمة لاستقبال هذا العدد الكبير من المرحلين. يشير العديد من اللاجئين إلى أن المنطقة غير مؤهلة لتلبية احتياجاتهم الأساسية، مما يزيد من معاناتهم.
تعكس هذه الأحداث تصاعد التوتر والعنف ضد اللاجئين السوريين في ولايتي قيصري وعينتاب. يتطلب الوضع تدخلاً عاجلاً من الجهات الدولية والمحلية لحماية حقوق الإنسان وضمان سلامة اللاجئين. يستمر اللاجئون في مواجهة واقع صعب ومأساوي، دون مراعاة للقوانين المرعية.