مئات العائلات السورية في مخيم "سري كانيه" تواجه أوضاعًا إنسانية صعبة بعد النزوح من لبنان
تقارير وبيانات
10/16/2024


رابطة دار لضحايا التهجير القسري (DAR) تدعو إلى تدخل دولي عاجل
أدى العدوان (الإسرائيلي) الأخير على لبنان إلى نزوح مئات العائلات السورية التي كانت تقيم هناك، حيث اضطر هؤلاء إلى الفرار نحو مناطق الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا بحثاً عن الأمان. استقرت هذه العائلات في مخيم "سري كانيه" (الطلائع) بمحافظة الحسكة، حيث تتفاقم أوضاعهم المعيشية في ظل نقص حاد في الاحتياجات الأساسية مثل الغذاء، المأوى، والرعاية الصحية.
ورغم الجهود المحلية المبذولة، تزداد معاناة هذه العائلات يومًا بعد يوم، مع استمرار تدفق المزيد من المهجرين إلى المخيم. سلوى ججو، الرئيسة المشتركة للمخيم، أشارت إلى أن الأعداد المتزايدة للنازحين تشكل ضغطًا كبيرًا على الموارد المحدودة المتاحة لتلبية احتياجاتهم. وأضافت ججو أن عدد العائلات الواصلة إلى المخيم بلغ حوالي سبعين عائلة، معظمها من النساء والأطفال، الذين يعيشون في ظروف قاسية دون توفر الحد الأدنى من الدعم المطلوب.
ومن بين هؤلاء النازحين، تحدثت رابطة دار لضحايا التهجير القسري إلى عدد من العائدين إلى مناطق الإدارة الذاتية، معظمهم من أهالي مدينة رأس العين/سري كانيه التي هُجر سكانها بعد العدوان التركي عام 2019. يازي أحمد، واحدة من هؤلاء المهجرين، وصفت بألم تجربتها الأولى مع التهجير القسري، معربة عن أن حلمها الوحيد الآن هو الحصول على خيمة تأويها وعائلتها.
كما شاركت فاطمة مطر، وهي أيضاً من رأس العين، قصتها المأساوية حيث اضطرت لترك ابنتها في دمشق للعلاج بعد إصابتها بشظية في رأسها، بينما تعيش الآن في مخيم الطلائع دون مأوى أو خيمة.
وعلى الرغم من المحاولات المستمرة من الإدارة الذاتية لتوفير الحماية للمخيم، تظل التحديات الأمنية قائمة في ظل تدهور الأوضاع الأمنية العامة في المنطقة. الإدارة الذاتية كانت قد أعربت سابقاً عن استعدادها لاستقبال اللاجئين السوريين من لبنان وتقديم الدعم اللازم لعودتهم، إلا أن حجم الأزمة يتطلب استجابة دولية عاجلة.
ومع استمرار تصاعد التوترات وتزايد أعداد النازحين، فإن تدخل المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بات ضرورة لضمان حياة كريمة ومستقرة لهؤلاء اللاجئين، خاصة في ظل غياب أفق واضح لحل الأزمة في المستقبل القريب. وفي هذا السياق، تجدد رابطة دار لضحايا التهجير القسري مناشدتها للمجتمع الدولي بالتدخل السريع لتقديم الدعم الإنساني الطارئ، بما يشمل توفير المأوى، الغذاء، والمستلزمات الطبية الأساسية، بالإضافة إلى برامج دعم نفسي واجتماعي موجهة للأطفال والنساء، الذين يعتبرون الفئة الأكثر تضرراً من النزاع والتهجير.
رابطة دار لضحايا التهجير القسري ( DAR )